كشفت آمنة لوتاه مساعد مدير عام سلطة المنطقة الحرة بمطار دبي (دافزا)، أنه من المنتظر افتتاح “دبي كوميرسيتي”، وهي أول منطقة حرة للتجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا، خلال شهر شهر ديسمبر المقبل.
وقالت لوتاه، أمس على هامش اليوم الثاني لمعرض تكنولوجيات الاقتصاد الرقمي (سيملس الشرق الأوسط 2020) بدبي، إنه يجري حالياً الانتهاء من الخطوات الأخيرة تمهيداً للافتتاح في الموعد المخطط له، بحيث يتم تسليم المستودعات الشهر المقبل، فيما سيتم تسليم مكاتب الأعمال في يناير ، وفقا لما نقلته “البيان”.
وتعد “دبي كوميرسيتي” التي يجري تطويرها على مساحة 2.1 مليون قدم مربعة وبتكلفة 3.2 مليار درهم، مشروعاً مشتركاً بين “دافزا” ومجموعة وصل لإدارة الأصول، وتهدف إلى الارتقاء بمكانة دبي بوصفها مركزاً إقليمياً للتجارة الإلكترونية، وذلك عبر أن تكون موطناً لمنظومة التجارة الإلكترونية في المنطقة من خلال ما تقدمه من خدمات متميزة وقيمة مضافة للمتعاملين.
حوافز وتسهيلات
وأضافت لوتاه – والتي تشغل أيضاً عضو مجلس إدارة في “دبي كوميرسيتي” – إن المشروع مقسم إلى 3 مراحل، سيتم تسليم الأولى وهي المستودعات، والثانية مكاتب الأعمال، فيما سيتم تسليم المرحلة الثانية في يونيو 2021، مشيرة إلى أنه سيتم تقسيم الموقع إلى قسم اللوجستيات وقسم للأعمال، وقسم الأنشطة الاجتماعية، مع منطقة الأعمال التي تحتوي على 12 مبنى مخصصاً للمكاتب مع مرافق حديثة، وتصميم مستدام لمختلف الشركات.
وأوضحت أن قطاع التجارة الإلكترونية شهد نمواً استثنائياً في ظل ما شهده العالم نتيجة لتفشي فيروس “كوفيد 19” والاعتماد الكبير عليه بشكل كبير من قبل المستهلكين، معتبرة أن القطاع من الأنشطة التي تلقت محفّزات عدة مع جهود التحول من العمل التقليدي إلى الرقمنة.
وأشارت لوتاه إلى أن الجائحة أظهرت أن هناك حاجة ماسة إلى بناء منشأة تجارة إلكترونية عالمية المستوى تطلعات شركات التجارة الإلكترونية الراغبة بتأسيس مقار إقليمية لها في دبي، ومن الواضح تنامي سوق التجارة الإلكترونية في المنطقة، وفي ظل الكثافة التي شهدتها مواقع التجارة خلال تفشي الوباء.
وقالت إنه يتم العمل على جعل «دافزا» والتي تضم 1700 شركة حالياً إلى محطة يتم من خلالها استقطاب شركات التجارة الإلكترونية إلى “دبي كوميرسيتي”، مضيفة إنه تم إبرام اتفاقيات مع العديد من الشركات بمختلف القطاعات ومنها التجارة الإلكترونية واللوجستيات وتقنية المعلومات والأزياء والملابس والمجوهرات والإلكترونيات الشعبية.
وأوضحت أن “دافزا” قدمت حزمة حوافز وتسهيلات دعماً لشركات المنطقة الحرة حرصاً منها على استمرارية أعمالها في شتى القطاعات الاقتصادية التي تعمل بها وتخفيفاً من حدة التأثيرات الاقتصادية والإجراءات الاحترازية لما يشهده العالم في هذه الفترة، حيث تضمنت تأجيل دفع الإيجارات وتيسير الدفعات المالية من خلال أقساط ميسّرة، إضافة إلى إعفاء الشركات الجديدة من رسوم التسجيل والترخيص، فضلاً عن إلغاء الغرامات على الشركات.
وقالت إن “دبي كوميرسيتي” توفر مجموعة من الحزم للشركات التي جرى تعديلها خلال أزمة «كوفيد 19»، والتي شملت إصدار التراخيص ورسوم التسجيل مجاناً، وغيرها من التعديلات بما يتناسب مع تفضيلات العملاء.
وأشارت إلى أن “دبي كوميرسيتي” شهدت أخيراً تزايداً ملحوظاً في الطلبات من المتعاملين والشركات الجديدة الراغبة بالانتقال إلى المنطقة الحرة الجديدة أو إطلاق أعمالها فيها ومنها شركات عالمية كبرى وأخرى صغيرة ومتوسطة، من مناطق عدة حول العالم من دول مجلس التعاون الخليجي وخصوصاً السعودية، ومن آسيا الهند والصين وسنغافورة ومن أوروبا بريطانيا وألمانيا وفرنسا وسويسرا.
وأضافت إنه يتم حالياً إنهاء المراحل الأخيرة من العقود لهذه الشركات التي تستفيد من خدمات “دبي كوميرسيتي”، والتي تشمل خيارات التراخيص لتأسيس الأعمال وحزم خدمات الدعم للشركات.
مزايا تنافسية
وأشارت آمنة لوتاه، إلى أن “دبي كوميرسيتي” توفّر أيضاً العديد من المزايا التنافسية التي تفي بتطلعات شركات التجارة الإلكترونية الراغبة بتأسيس مقار إقليمية لها في المنطقة، منها الموقع الاستراتيجي على مقربة من مطار دبي الدولي.
والذي يوفّر وصولاً مباشراً إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، وعبر شبكات الطرق السريعة الرئيسية في دبي والإمارات، إضافة إلى حلول الشحن والخدمات اللوجستية عالية المستوى والبنية التحتية المتكاملة والمتطورة التي تربطها بالمنافذ البرية والبحرية.
وشارك مجموعة من ممثلي “دبي كوميرسيتي” في عددٍ من جلسات مؤتمر «سيملس»، تحدثوا فيها عن سلوكيات المستهلكين التي ترسم ملامح جديدة لمشهد تجارة التجزئة في المنطقة والعالم، وعن متطلبات تأسيس الأعمال في مجال التجارة الإلكترونية والتوسع فيها ضمن منطقة الشرق الأوسط.
وألقى ديفير فورستر، الرئيس التنفيذي للعمليات بـ”دبي كوميرسيتي” كلمة رئيسية ضمن فعاليات المعرض عن تطور قطاع التجارة الإلكترونية ومستقبله في المنطقة، مؤكداً خلالها أن المنطقة شهدت نمواً استثنائياً على صعيد حجم السوق في دول مجلس التعاون الخليجي بنحو 32% خلال السنوات الخمس الماضية بحسب “ستاتيستا”.