ربما تعرضت يوما لتوبيخ من والدتك وأنت تستعمل حاسوبك أو هاتفك، بداعي أنه يمكن ان تصاب بالعمى لا قدر الله أو ضعف في البصر عند استعمالك لهذه الأجهزة لوقت طويل ، طبعا جميعنا نبهنا إلى ذلك الأمر .لكن هل هناك دليل علمي أن الضوء الصادر من الشاشة الهواتف وأجهزة الحاسوب يؤثر تأثيرا مباشرا على أعيننا. هل هناك دليل علمي يدعم هذا الادعاء؟
تأثير وخطورة ضوء شاشة الهاتف أو أجهزة الحاسوب وغيرها على أبصارنا هو من الاعتقادات الأكثر شيوعا وانتشارا بين مستخدمي هذه الأجهزة ، وهو كذلك من المخاوف التي تؤرق بالنا جميعا ، فنعمة البصر لا تقدر بثمن .لكن هذا الاعتقاد الشائع يستند على ما يسمى بمتلازمة التهاب الشبكية الضوئي أوphotoretinitis وهي نوع من التهاب شبكية العين الذي يحدث من خلال التعرض المفرط للضوء (كمثل عندما ننظر إلى كسوف الشمس بدون حماية).
ما هي الأدلة العلمية على وجود هذه المشكلة الطبية؟ وهل هناك أي علاقة بين photoretinitis والتعرض لأجهزة الشاشات الخفيفة المستخدمة في حياتنا اليومية؟ وإذا وجدت، فهل يمكننا علاجه بطريقة أو بأخرى؟
هذه الآثار الضارة المزعومة قد حظيت بتغطية إعلامية مكثفة في السنوات الأخيرة خصوصا مع انتشار شاشة LED. وفقد ظهرت بالفعل بعض المنتوجات في السوق التي سوقت على أنها لحماية عيوننا من هذه المشكلة .لكن هل من حجج علمية تثبت هذه القضية ؟
الجواب بسيط: لا
صدر مؤخرا تقرير عن وزارة الطاقة في الولايات المتحدة تبين أن الخلفية الضوئية في هذه الأجهزة ليست ضارة لعيوننا. فوجود هذا الضوء في هذه الأجهزة، وفقا لأبحاث أجريت حتى الآن، لا ينبغي أن يعتبر ضار.
على الرغم من أن الضوء يسبب تأثيرات متعددة على الجسم (كدورة الساعة البيولوجية، وتنظيم درجة حرارة الجسم أو حتى تعديل الشهية لدينا)،إلا أنه لا يوجد أي دليل علمي في الجسم الحي لشرح الضرر المزعوم للضوء الباعت من هذه الأجهزة التي نستعملها يوميا.وكذلك لم يرافق زيادة استخدام الأجهزة المحمولة في السنوات الأخيرة زيادة في المشاكل البصرية من مستخدميها.
وتفسر وزارة الطاقة الامريكية، أن الإضاءة الخلفية من الأجهزة النقالة والأجهزة اللوحية ليست أكثر ضررا من ضوء النظم الأخرى التي نستخدمها يوميا. وبعبارة أخرى، ليس هناك ما يكفي من الأدلة العلمية للادعاء بأن ضوء الشاشة يمكن أن يكون له تأثير مباشر على أعيننا.لكن من باب الاحتياط الواجب على المستخدم عدم الاستعمال المفرض لهذه الأجهزة والتحديق لفترات طويلة في هذه الشاشات ،مهما كان تأثيرها ضعيف افتراضيا.
اكتشاف المزيد من مجلة الشرقية الاقتصادية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.