تدرس بريطانيا فرض رسوم على سائقي السيارات مقابل كل ميل يقودونه على الطرق في إطار خطة لسد عجز ضريبي بقيمة 40 مليار جنيه إسترليني (تعادل 52.8 مليار دولار) مع ارتفاع شعبية السيارات الكهربائية، وفقا لصحيفة “التايمز”.
الخطة قديمة وتم تقديم مقترح بها في عهد رئيس الوزراء الأسبق توني بلير، والتي تخلى عنها حزب العمال بسبب مخاوف من رفض شعبي لها والتي كانت تقدر الرسوم بـ 1.5 جنيه إسترليني لكل ميل، وتلقت الحكومة التماسا موقعا من 1.8 مليون شخص.
وذكرت صحيفة “METRO” البريطانية، أن السائقين يدفعون حالياً 57.95 بنس لكل لتر من البنزين أو الديزل، وهو السعر الذي تم تجميده منذ مارس 2011، ويوفر 28 مليار جنيه إسترليني سنوياً للميزانية، أو 1.3% من الدخل القومي، وفقا لمعهد الدراسات المالية.
وقال إدموند كينج رئيس جمعية السيارات، إنه على الرغم من أن السيارات الكهربائية جيدة للبيئة إلا أنها سيئة بالنسبة للخزانة.
وقال كينج: “لا تستطيع الحكومة تحمل خسارة 40 مليار جنيه إسترليني من رسوم الوقود وضريبة السيارات عندما تصل الثورة الكهربائية.
من المترقب أن تحظر بريطانيا بيع السيارات الجديدة العاملة بالبنزين أو الديزل والسيارات الهجينة اعتبارا من 2035، أي قبل خمسة أعوام من الموعد المحدد لذلك، في محاولة للحد من تلوث الهواء، في خطوة قد تكتب كلمة النهاية لاعتماد على محركات الاحتراق الداخلي تجاوز القرن من الزمان.
الخطوة بمنزلة انتصار للسيارات الكهربائية قد تؤثر محاكاته عالميا على ثروة منتجي النفط وتحدث تحولا في صناعة السيارات، إحدى أيقونات رأسمالية القرن العشرين.
ويسعى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى استخدام هذا الإعلان للارتقاء بمنزلة بريطانيا في قضايا البيئة بعد أن أقال رئيس مؤتمر جلاسكو الدولي لتغير المناخ.
وقال جونسون في مناسبة ترويجية للمؤتمر بمتحف العلوم بلندن في وقت سابق “علينا التعامل مع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.. كدولة وكمجتمع، ككوكب، كنوع، يجب أن نتحرك الآن”.
وقالت الحكومة إنها، وبحسب ما تفضي إليه المشاورات، ستنهي بيع السيارات الجديدة التي تعمل بالبنزين والديزل والسيارات الهجينة في 2035 أو قبل ذلك إذا أمكن تسريع التحول.
وأعلنت دول ومدن في أنحاء العالم عن خطط لوقف استخدام سيارات الديزل عقب فضيحة انبعاثات فولكسفاغن في 2015، في حين يعمل الاتحاد الأوروبي على إدخال قواعد أكثر صرامة بشأن ثاني أكسيد الكربون.
وقال رؤساء بلديات باريس ومدريد ومكسيكو سيتي وأثينا إنهم يخططون لحظر مركبات الديزل من مراكز المدن بحلول 2025. وتستعد فرنسا لحظر بيع السيارات العاملة بالوقود الأحفوري بحلول 2040.
وفي حين زاد الطلب على السيارات الكهربائية في بريطانيا، ثاني أكبر سوق في أوروبا للمركبات الجديدة، فإن طرز الديزل والبنزين مازالت تشكل 90% من المبيعات هناك.
ويساور المشترين المحتملين للطرز الصديقة للبيئة القلق من محدودية توافر نقاط الشحن وأنواع المركبات المتاحة وتكلفتها.
وقالت الحكومة البريطانية العام الماضي إنها ستقدم 2.5 مليون جنيه استرليني (3.25 مليون دولار) إضافية لتمويل تركيب أكثر من ألف نقطة شحن جديدة للمركبات الكهربائية في شوارع المناطق السكنية.
اكتشاف المزيد من مجلة الشرقية الاقتصادية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.